كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

جعل العيادة له جل جلاله، من حيث إنها من أجله، وفيه، وفي سبيله.
* وقوله: (أما لو عدته لوجدتني عنده) فاشعر كل عائد لمريض أنه جل جلاله عند ذلك المريض، فهو سبحانه أول عواده لئلا يستنكف بعد سماع هذا الحديث مسلم عن عيادة مسلم، فهو جل جلاله يعود عبده بعوائده الجميلة الحسنة.
* وكذلك إذا استطعم مسلم مسلما فلم يطعمه، وهو قادر على إطعامه من غير إخلال بواجب؛ فإن الله تعالى هو المستطعم له، إرادة منه سبحانه وتعالى أن يعرفه أنه يستطعمه، بلسان أجوف يقبل الإطعام، فإذا لم يطعمه كان الرد منه لربه فيما خلقه.
* وكذلك المستسقي إذا استسقى أخاه، فلم يسقه، فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي استسقاه على لسان عبده.
* وقوله: (لو سقيته وجدت ذلك عندي) أي وجدت ثواب ذلك عندي والجزاء عليه.
- 2383 -
الحديث السابع والعشرون بعد المائة:
[عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كان زكريا نجارا)].
* في هذا الحديث ما يدل على أن الآدمي خلق مهيئا لكل صناعة، فإن أقدر

الصفحة 144