كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

* والخداج: النقصان.
* وقوله: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}) فبدأ بالحمد ولم يذكر بسم الله الرحمن الرحيم، وليست آية من فاتحة الكتاب، بل هي آية منها ومن كل سورة، فإنما لما كانت مذكورة في كل سورة لم تكن ها هنا داخلة في القسمة، إذ كل سورة لا بد فيها من بسم الله الرحمن الرحيم، فأرى امتيازها على باقي الآيات بذلك، إلا أن ينقص فضيلتها.
* فأما قوله: {الحمد لله رب العالمين} فإن القسمة التي قسم الله سبحانه وتعالى يفهم منها أن الله سبحانه وتعالى أنزل هذا الذكر مشاطرا عبده معناه ما بين حمده والثناء عليه، وتمجيده وعبادته، ومن عنده من استعانته وهدايته، وتجنبه الضلالة والغضب، وكانت هذه أربعة بإزار أربعة.
* وقوله: (ولعبدي ما سأل) أي: من الإعانة والهداية، وصرف غضب وضلال، ثم ذكر سبحانه صفة الهداية فقال: {الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم}، فكمل سبحانه الوصف في سؤال المنعم به، ثم اختصر ذكر {المغضوب عليهم ولا الضالين} اختصارا شاملا لأن ذلك لا يكون من الأدب تعديد موجباته.
* (57/أ) فأما هذه السورة فإنها جامعة من العلوم أشياء لو قد كان مقدار كتابنا هذا كله في شرح معانيها لما استغرقها، بل قد كان الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله يقول في ذلك: ما إذا ما ذكر استدل به على صدق هذه الدعوى،

الصفحة 155