كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

وهو أنه قال: إن الباقي بسم الله الرحمن الرحيم فيها معنى لا إله إلا الله، وهي أصل، ومنها يستخرج جميع العلوم.
ثم قال: والباء متعلقة بفعل محذوف، يجوز أن يكون ذلك الفعل صيغته أبدأ باسم الله، ويجوز أن يكون مصدرا تقدير أبتدأ ببسم الله أو يكون بسم الله الرحمن الرحيم أبتدئ، فيكون الخبر محذوفا، أو يكون بدأت بسم الله الرحمن الرحيم.
وهذا القول منه حكاية عن أقوال الناس، إلا أن هذا الضمير لو برز فذكر هنا المحذوف لتعين وجه واحد من هذه الوجوه وسقط باقيها، فلما حذف واستمر كمونه كان محتملا لكل وجه من هذه الوجوه.
ثم قال غيره: إن تقديم بسم الله الرحيم الرحيم من أجل أنه تفرد الله به فلا يسمى به غيره، فهم اسم علم لا يسمى به غير الله، فضمن من المعاني ما قد تقدم ذكره، إلا أنه لما كان الرحمن صفة تبعت الاسم، ولما كانت هذه الصفة - أعني - الرحمن صفة لا يوسف بها غيره قدمت على الرحيم الذي قد يتسمى به غيره.
فأما الحمد فكان من كلام الشيخ محمد بن يحيى رحمه الله أنه كان في قوله الحمد لله هذه اللام، لام الملك، ولام الولاية، فالمعنى الحمد لله ملكا، والحمد لله ولاية، ولا يحمد غيره إلا بأمره.
ثم قال: لما ذكر ها هنا بهذا الاسم العلم الذي لا يسمى به غيره (57/ب)، ثبت عند السامعين لذكر اسمه جل جلاله الذي لا يتسمى به سواه، لكنه سبحانه وتعالى اتصف بزيادة اتصاف فقال: {رب العالمين}،

الصفحة 156