كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

حسن الاستماع.
* وقوله: (ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات) وهذا مما يجمع بين نفي وإثبات؛ وخفض ورفع، من محو الخطايا ورفع الدرجات.
* وأما (إسباغ الوضوء على المكاره) فيجوز أن يكون المراد بالمكاره إسباغ الوضوء في البرد، ويجوز أن يكون إسباغه مرغما بذلك معاطيس الشيطان وأعداء الله، ومشعرا في ذلك بإيمانه.
* وأما (كثرة الخطا إلى المساجد): فيجوز أن يكون ذلك بقصد المسجد من بعد، ويجوز أن يكون بكثرة التردد إلى المسجد.
* (58/ب) وقوله: (وانتظار الصلاة بعد الصلاة) لأن انتظار الصلاة يجوز أن يكون وهو الأفضل، والأكمل أن يكون شوقا إليها؛ لأنها تخلص من مخاطبة الخلق وعذر في ترك أجوبتهم، وانقطاع إلى الخالق سبحانه وتعالى، ويجوز أن يكون الانتظار لها اهتماما بآدابها وخوفا من فوت فاضل وقتها، وهذا فإذا كان من ذي شغل كان داخلا في الموصوفين بقوله تعالى: {لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله}، وإن كان من متفرغ فإنه يدخل في قوله تعالى: {وتبتل إليه تبتيلا}.
* وقوله: (فذلك الرباط) يعني أن المواظبة على ذلك كالجهاد.

الصفحة 159