كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

فالخصومة بينه وبين من كذب عليه. ثم قلت أنا للوزير: هيه وما قلت أنت؟ قال: أنا أصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - على التوقيعات إذا جاءت إلي بخطي، ثم لم يفعل ذلك، ولا وفى بما استقر بيني وبينه، فكتبت إلى الخليفة رضي الله عنه ما حكيت له فيه ما قالوه عني، وأبطلت ما ذكروه، بأن قلت: أما ما قاله هذا من أنه إذا كتب رجل بسم الله الرحمن الرحيم في رقعة ثم لم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فيها؛ فإنه يجب عليه قطع يده، فقد أبطل في هذا؛ لأنه لا يجب في ذلك قطع اليد.
فأما قوله: إن في ظهور الرقاع، فإنه لا يصلي فيها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإنه شده أو ذهل عن الواجب، فإن ديوانكم قد كان أكثر كتابه نصارى، وعادتهم أنهم كانوا إذا كتبوا عن نفوسهم لم يصلوا على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإذا كتبوا عنا كتابا صلوا فيه على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قلت له: فإذا كتبوا عنك ولم يصلوا ظن أن ذلك الكتاب عنهم لا عنك، ثم هذا النزاع فيما ذهب أنه لا يجب ذلك، أيختلف المسلمون أنه الفاعل هذا ثوابا، ثم قدر أن ذلك قد استمر فأحيا هذه السنة فضيلة خبأها الله لك، فكتب إلسي (63/أ) رضي الله عنه عما صنعته: قد ذكروا انك لا تعرف العوائد، وحيث جرى لي هذا حديثا فلا بد من الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكنت بالمخزن لا أمكن أن تكتب رقعة وإن كانت على ظهر حتى يصلي فيها على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
فأما في ديوان الزمام فلج ذلك المسكين، واستمر على ترك الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وضعف ذلك الوزير، وذهب الأيام حتى إنني كنت ليلة في دار

الصفحة 169