كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

فإنه حدثني والدي رحمه الله قال: قفلت من الحج، فلما وصت إلى فيد وزنت ما كان في خرقتي، وكان مبلغه ثلاث دنانير ودانقين، أو قال: ودانقا، ثم قال: إني أنفقت من ذلك منذ كنت بغيد إلى أن جئت العراق، ثم وزنته فكان مثل ما وزنته بفيد من غير أن ينقص.
وأما أنا فحصل لي مرة مقدار من الحنطة، فأخرجت منها فيما (65/أ) أظن قريبا من ربعها أو ثلثها، ثم كلت الباقي فلم ينقص شيئا فيما أظن، فأما من حيث المعاني؛ فإن ذلك فيما لا أحصيه كثرة.
* وقوله: (وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا) فإن العفو عز في وقته، وبعد ذلك، فما زاد به أحد إلا عزا، وإذا وسوس الشيطان للمسلم بأن هذا يخرجه الناس مخرج الذل؛ فتلك خديعة منه، فكلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دواء لذلك الداء.
* وأما قوله: (وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) فقوله: (الله) يعني ألا يكون تواضعه لأهل الدنيا، ثم يتكبر على أهل الدين، ولكن يتواضع لله فيرفعه الله تعالى جل جلاله.
- 2408 -
الحديث الثاني والخمسون بعد المائة:
[عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (المستبان ما قالا، فعلى البادئ ما لم

الصفحة 174