كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

وأشير إليه فأقول: إن قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من دعا إلى هدى) فإن هدى هنا نكرة، يعني هدى من الهدى، فإن ذلك الداعي يكون له أجر دعائه، وأجر دعاء كل داع (66/أ) يدعو إلى الله إلى ذلك الهدى بعده، ولا أرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بذكر هدى نكرة إلا إشارة منه إلى أن هدى الله عز وجل كبير واسع، فيكون منه ما لم يكن قد ذكر إلى أنه يستنبط من الأذكار المروية، ويعرف من آثار الله في عباده، ودلائله في صنائعه، والفوائد من كتابه والأسرار في كلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - فيكون ذلك الهدى الذي يدعو إليه العبد له أجرهن وأجر كل من يدعو به.
* وأما الضلالة: فإن من يدعو إليها بكلمة خبيثة أو عقد إشكال أو نابضة شك أو طليعة حيرة؛ فإنه عليه إثمها وإثم كل من يضل بها إلى يوم القيامة، ليؤخذ منه ما يؤخذ، ثم يبقى له بقية، وينهض به إلى الخير والسلامة.
- 2411 -
الحديث الخامس والخمسون بعد المائة:
[عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أتدورن من المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من

الصفحة 177