كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

شرع، ولا يقيده إيمان، ولا يرعه ذكر أخرى، فينتقل من السعة إلى الضيق، ذلك معنى الحديث.
- 2415 -
الحديث التاسع والخمسون بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: لما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله} ... الآية، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق، الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية، ولا نطيقها. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا، غفرانك ربنا وإليك المصير)، فلما قرأها القوم، وذلت بها ألسنتهم، أنزل الله عز وجل في إثرها: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} (67/ب) فلما فعلوا ذلك نسخها الله فأنزل الله عز وجل: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاحذنا إن نسينا أو أخطأنا}، قال: (نعم) {ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا} قال: (نعم) {ربنا ولا

الصفحة 180