كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

تحملنا ما لا طاقة لها به} قال: (نعم) {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}، قال: (نعم)].
* وقد سبق هذا الحديث وفسرنا هاتين الآيتين، إلا أن في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمهم الأدب بأن يقولوا عند تكليف الرب سبحانه: (سمعنا وأطعنا)، ونهاهم - صلى الله عليه وسلم - عن غير ذلك فنزلت: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} فاعترفوا أن الله سبحانه وتعالى رفع عنهم ثقل إصر لو حملهم لكان في ذلك عادلا؛ لكنه تفضل برفعه عنهم.
- 2416 -
الحديث الستون بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قال الله تارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه)].
* في هذا الحديث من الفقه أبلغ التشديد في أمر الشرك؛ بأبلغ لطف في النطق، وذلك أن الله سبحانه وتعالى حرم أن يشرك به، فإذا أشرك به أحد من عبيده تنزه سبحانه عن ذلك الشرك نطقا، كما تنزه عنه سبحانه حقيقة (68/أ)، ثم إنه سبحانه لما كان جالب هذا الإشراك هو هذا العبد بجهله، مع

الصفحة 181