كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

أراه فيه أنهم أفردوا الله سبحانه بالطلب منه للخير والنصر، فهم الذين أفردوا الله بطلابهم لمقاصدهم، وأما بفتح الراء: فيجوز (68/ب) أن يكون المراد الذين أفردهم الناس لعدم المثلية؛ فصاروا أفراد في زمانهم، ويجوز أن يكونوا الذين أفردهم الله عز وجل في كل زمان للقيام بسنته.
* وقوله: (سيروا) يجوز أن يكون المعنى أنه قال لهم وهم يسيرون: (سيروا) أي تلاحقوا لتسمعوا هذا، وذكرهم لسبق المفردين عند سيرهم هم، وقد فسرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (الذاكرون الله كثيرا والذاكرات)، فيعني - صلى الله عليه وسلم - أن السير والسبق إنما هو بالذكر، فهو سير بالهمة، فهو يشبه في قطع مفازات الأعمار بسعي الأقدام في قطع مفاوز الأرض.
- 2418 -
الحديث الثاني والستون بعد المائة:
[عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله، إن لي قرابة، أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: (لئن كنت كما قلت، وكأنهم تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك)].
* في قوله: (تسفهم) قولان: أحدهما: تطعمهم من قولك سففت الدواء أسفه، فشبه ما يدخل عليهم من الإثم والنقص في أديانهم بما يدخل على من

الصفحة 183