كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

يتناول الرماد الحار من الألم والتنغيص.
والثاني: أن معنى (تسفهم) تسفي في وجوهم الملة، والملة والملل التراب الحار والرماد، ومعناه أنه مأخوذ من السبق، فإن من عادة العرب أن يقولوا للسابق: حثثت في وجه من سابقك التراب، أي إنك سبقته حتى جعلت ترابك (69/أ) الذي أثرته في وجهه، فيعني - صلى الله عليه وسلم - أنك لو كنت وصلت الواصلين منهم لكنت أحسنت، فكيف إذا وصلت القاطعين فإنك سبقت السبق البعيد حتى أسففتهم المل، يعني أنك على فضلك، فإن سوء قطيعتهم يكون ما تسفهم إياه، تنزل عن درجة التراب إلى الملل، وهو الرماد الذي لم يبق فيه منفعه إلى أنه حار ينال بجزء من العذاب.
- 2419 -
الحديث الثالث والستون بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رب أشعث مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره)].
* قد سبق شرح هذا في مسند أنس، وهو يشير إلى أن في الأولياء: الأخفياء الذين لا يعرفون.

الصفحة 184