كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

مسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هيعة، أو فزعة، طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانه، أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين، لم من الناس إلا في خير).
وفي رواية: (في شعبة من هذه الشعاب)].
* هذا الحديث يدل على أن خير الكسب الجهاد؛ لأنه يكون فيه إرغام أعداء الله وإعزاز أوليائه، وعلى هذا القياس كل كسب يكون في فروض الكفايات؛ وتحمل بعض أعباء الخلق، كالزراعة والتجارة في جلب الأشياء النافعة لعموم الناس وغير ذلك، فإنها تكون من أطيب الكسب الذي يجبع فيه الكاسب بين الارتزاق ونفع الخلق.
* والهيعة: الصوت المفزع المخوف من عدو أو غيره.
* وقوله: (يبتغي القتل مظانه) أي في مظانه، ومظان الشيء: أماكنه التي يظن وجوده فيها، وشعفات الجبال: أعاليها، واليقين: الموت، والشبعة: واحدة الشعاب، وهي الطرق في الجبال.

الصفحة 186