كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

القدر، فنزلت: {يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر (48) إنا كل شيء خلقناه بقدر}].
* في هذا الحديث من الفقه أن المشركين وأهل الفسق يتعلقون بالأقدار، طالبين بذلك النكول عن الأعمال، فيريدون (71/ب) بخوضهم في ذلك الفتنة، لا التماس الحق، وقد أنزل الله عز وجل في ذلك الكافي المقنع قي قوله سبحانه وتعالى: {إنا كل شيء خلقناه بقدر}.
والقراء السبعة اتفقوا على نصب كل، وتقدير نصبه بفعل محذوف، معناه إنا خلقنا كل شيء، خلقناه بقدر، فيستنبط من هذا أن الله سبحانه خالق كل شيء من خير وشر، وأن الله سبحانه وتعالى خلق ما خلقه بقدر سبق ومقدار لا يزيد عنه شيء من ذلك ولا ينقص.
* فأما من تعلق بقراءة شاذة، وهي رفع كل، فإنها قراءة ضعيفة؛ لأن معناها إنا كل شيء خلقناه فهو بقدر، وهذا لا يرتضى معناه، وهذه الآيات إنما نزلت دواء لسقم من يقبل الإصلاح دون من أعضل به داؤه، فصار من الهالكين.
- 2431 -
الحديث الخامس والسبعون بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: لما نزلت: {من يعمل سوءا بجز به} بلغت من

الصفحة 192