كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

المسلمين مبلغا شديدا، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (قاربوا وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، والشوكة يشاكها)].
* في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما رأى جزع المسلمين من هذا النطق، وهو قوله: {من يعمل سوءا يجز به} فسره - صلى الله عليه وسلم -: بأن المؤمن يكفر الله عنه بما يصيبه في دنياه، حتى الشوكة يشاكها، فذاك ينبئ أنه لا يشاك المسلم شوكة فما فوقها إلا كانت حاطة عنه (72/أ) خطيئة أو رافعة له درجة، فإذا كان جزاء العبد في دنياه بما سبق له من خطيئة كان ذلك تطهيرا له.
* وأما الأماني؛ فإنها كانت عن شدوه عن عدل الله سبحانه في مجازاة المسيء على إساءته حسب ما سبق به تنزيله، نذارة لعباده لئلا يتظالموا فيما بينهم ولا يتعدوا حدود ما أمرهم به، فإن كرمه جل جلاله على سعته لا ينافيه نفاذ أمره في وعيده عدلا منه سبحانه وتعالى.
- 2432 -
الحديث السادس والسبعون بعد المائة:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يشربن أحد منكم قائما، فمن نسي فليستقئ)].

الصفحة 193