لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره (73/ب) بالجنة؟ قال: (نعم). قال: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناس عليها، فخلهم يعملون، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فخلهم)].
* في هذا الحديث من الفقه جواز أن يقوم سيد القوم فلا يتبعه أصحابه، إذا فهموا من قيامه أنه لأمر لا يقتضي المشاركة، ويدل على هذا أنهم جلسوا على انتظار عوده، فلما أبطأ عليهم بطأ خافوا معه عليه - صلى الله عليه وسلم -، قاموا يطلبونه.
* وفيه أيضا جواز أن يحمل الشفيق إشفاقه على مصحوبه إلى أن يلج عليه في المكان الذي هو فيه من غير بابه؛ كما فعل أبو هريرة، وإنما يرخص في مثل هذا إذا جرى مثل تلك الحال من الخوف على رسوال لله - صلى الله عليه وسلم - وإلا فلا تؤتى البيوت إلا من أبوابها.
* وفيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أخبره أبو هريرة بشدة إشفاق المسلمين عليه وحذرهم عرف - صلى الله عليه وسلم - أن هذا من إمارة الإيمان، وأراد أن يسر قلوبهم بهذه البشرى، فقال له: اخرج وخذ نعلي، وإنما أعطاه نعليه لتكون أمارة على أنه هو الذي أرسله بتلك الرسالة.
* فأما تخصيص ذلك بالنعل، فلا أرى ألا أنه - صلى الله عليه وسلم - قد كان في ذلك الانفراد مناجيا لله عز وجل، وقد كان موسى عند دنوه للمناجاة أمر بخلع نعليه، فإن كان أراد أن الجمع بين خلع النعلين وبين جعلهما علامة لم يذكره أبو هريرة عنه