كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

وقد سبق الكلام في هذا الحديث في مسند عمر بن الخطاب، وفي مسند ابن عمر، وفي مسند أبي أيوب رضي الله عنهم أجمعين. إلا أن نشير إليها ها هنا بعدما تقدم ذكره فنقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما نهى عن أكل الثوم نهيا أشار به إلى كل طالب مجالسته بأن يتنزه عن كل ريح خبيثة؛ لكنه - صلى الله عليه وسلم - أسر إلى الجلساء بهذا القول إلى أنكم إذا أحببتم هذه الشجرة لأجل ريحها؛ فطنتم لكل ما يكون في معناها من عرق الإنسان وأبخرة مغابنه لكن ذلك في أصل الخلقة فلا يذكر فيكون كالمجاهرة بالتصريح في عيب الجليس؛ ولكنه ذكر له النهي عما يأكله اختيارا، فكان هذا (8/ب) الكلام منه - صلى الله عليه وسلم - يفصح عن إكرامه جلسائه، حتى أن هذا القول يشهد له - صلى الله عليه وسلم - أنه هو الكريم لا يشقى به جليسه.
- 2260 -
الحديث الرابع:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا تبتاعوا الثمر حتى يبدو صلاحه، ولا تبتاعوا الثمر بالثمر).
وفي رواية: (حتى يبدو صلاحها)].

الصفحة 23