كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

وفي رواية: (لما كذبتني قريش قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت المقدس (10/أ) فطفقت أخرهم عن آياته وأنا أنظر إليه)].
قد سبق هذا الحديث في مواضع، وقد بينا أن الله تعالى رفع له بيت المقدس، وهو بمكة، فوصفه لقريش حتى عرفهم منه من قد كان شاهده، وإنما فعل الله سبحانه ذلك تقوية له وتثبتا لأمره وإتماما لما أراده الله به.
وفي أن الصادق الأمين إذا قال القول، وهو صادق فيه عند الله، فاعترض له في ذلك الامتحان له ما لا ينكشف للخلق فاشتد كرب الصادق لذلك وحزبه وعظم عليه من حيث إنه يخاف باختلاف الأمر فيه أن يجحدوا حقه ويكذبوا صدقه، فبلغ ذلك منه المبلغ النائي لقلبه ريثما يفرجه الله عنه ويدركه بصونه فيه بإظهار الحق وإقامة البرهان على صدقه؛ فإن ذلك غير قادح في مقامه عند ربه لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فكربت كربة ما كربت مثلها قط)، وكان - صلى الله عليه وسلم - عالما أن الله يعلم صدقه فيما قاله.
- 2266 -
الحديث العاشر:
[عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (عذبت امرأة في هرة، ربطتها

الصفحة 28