كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

والنيل، كل من أنهار الجنة)].
هذه الأنهار منبعها من عند الله عز وجل، ومطلعها من علمه وقدرته، وهي من الجنة.
وقد سبق شرح هذا في مسند مالك بن صعصعة في النيل والفرات.
والكلام في سيحان وجيحان كالكلام فيهما، إلا أن الإنسان إذا نظر إلى مادة هذه الأنهار فأنكر أنه ليس عند مطلع كل نهر منها ما يستمد منه ذلك النهر، بل إنها تخرج من عيون مخروقة في الصعيد الذي هو ضد الماء ثم تستمر دفعا وصبا في الأودية ليلا ونهارا، أيقن أنها ما يوجده الله عز وجل حالا فحالا بقدرة تمنع الأعوار فيما يحتاج إليه. كما أنه يعدم الله سبحانه فضلاتها عن أن تملأ ما يصب فيه.
فهذه آيات بادية ظاهرة فيكون معنى أنها من الجنة أي إنها من جنس العطاء الذي لا يفرغ، فذلك فيما أرى معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: (من الجنة) ولا ينفذ.
- 2269 -
الحديث الثالث عشر:
[عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما

الصفحة 31