كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

من مناقبهم ما يجعله طريقا إلى قول روايتهم فيما يرونه وحسن اتباعهم فيما يعتمدونه؛ وليكون أيضا ذاكرا ما يأمن معه المتأخرون الألباس من تشبه غيرهم فيه بهم؛ ولأن ذكر ذلك تذكير للنعم وتحدث بها، وذلك من الشكر.
- 2519 -
الحديث الرابع عشر:
[عن جابر: (أن أباه توفي وترك عليه ثلاثين وسقا لرجل من اليهود، فاستنظره جابر، فأبى أن ينظره، فكلم جابر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشفع إليه، فجاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلم اليهودي ليأخذ ثمر نخلة بالذي له، فأبى، فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النحل، فمشى فيها، ثم قال لجابر: (جد له (125/أ) فأوف الذي له) فجده بعدما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأوفاه ثلاثين وسقا، وفضل له سبعة عشر وسقا، فجاء جابر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخبره بالذي كان، فوجده يصلي العصر، فلما انصرف أخبره بالفضل، قال: (أخبر بذلك ابن الخطاب)، فذهب جابر إلى عمر فأخبره، فقال عمر: لقد علمت حين مشى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليباركن فيها).
وفي رواية عن جابر: (توفي أبي وعليه دين، فعرضت على غرمائه أن يأخذوا التمر بما عليه، فأبوا، ولم يروا أن فيه وفاء، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له، فقال: إذا جددته فوضعته في المربد آذني؛ فلما جددته فوضعته في المربد، آذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء ومعه أبو بكر وعمر، فجلس عليه ودعا بالبركة فيه، ثم قال: ادع غرماءك فأوفهم، فما تركت أحدا له دين على أبي إلا قضيته، وفضل ثلاثة عشر وسقا، سبعة عجوة، وستة لون - أو ستة عجوة

الصفحة 335