كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صنع له المنبر، فكان عليه سمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار، حتى جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده عليه فسكن).
وفي رواية: (أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله: ألا أجعل لك شيئا تقعد عليه، فإن لي غلاما نجارا، قال: (إن شئت)، قال: فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر الذي صنع له، فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق).
وفي رواية: (فصاحت النحلة صياح الصبي، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذها فضمها إليه فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت، حتى استقرت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر)].
* قد سبق هذا الحديث في مسند ابن عمر، وفي مسند انس، وتكلمنا عليه، وأشير إليه فأقول: إن حنين الجذع الذي سمعه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كونه كان آية صادعة (130/ب) وبينة ظاهرة على نبوته - صلى الله عليه وسلم -؛ فإنه فيه تنبيه لأصحابه على زيادة حبهم له، وحنينهم لفراقه واستيحاشهم لتخلفهم

الصفحة 347