كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

والذي أرى لكل مجاهد ومعلم (13/أ) للخير ومنفق في سبيل الله عز وجل أن يجتهد في إخفاء ذلك ليسلم أو في إظهاره ليقتدى به؛ فإن عرض له في إحدى الطريقين عارض نزغ من الشيطان أتبعه بالاستغفار والإنابة، والله الموفق لكل مؤمن. والدليل على ما ذهبنا إليه من معنى هذا الحديث الدعاء في نطق الحديث: (ولكنك تعلمت ليقال) فأتى باللام المستغرقة للجزاء عن الفعل، وهو قوله: (ولكنك فعلت ليقال) وهذا لا يدخل فيه من فعل شيئا لله فقيل فيه؛ فسره أن قيل.
ويدل على أنه لم يكن في فعله إرادة الله سبحانه بشيء ما ولا مخالطة بحال؛ لأن اللام قد أخبر به عما احتوت إرادته عليه في فعله، ولم يكن في ذلك شيء لله، فلذلك ما كان جزاه الحق أنه لم يكن له في الآخرة من نصيب؛ لأنه لم يكن في عمله شيء لها.
- 2276 -
الحديث العشرون:
[عن أبي هريرة: {ولقد رآه نزلة أخرى} قال: رأى جبريل. وعن ابن مسعود، قال: (رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح)].
هذا الحديث قد تقدم في مسند ابن مسعود.

الصفحة 37