كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق، فإذا جاؤوها نزلوا، فلم يقاتلوا بسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله فيسقط أحد جانبيها).
قال ثور بن يزيد: لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر. (ثم يقول الثانية: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون: لا إله إلا الله، والله أكبر، فيفرج لهم، فيدخلوها فيغنمون، فبينما هم يقتسمون المغانم، إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركوا كل شيء ويرجعون)].
إن هذا الحديث يشير إلى أمر له وقت ينتظر فيه، وقوله - صلى الله عليه وسلم - حق لا بد من كونه كما أخبر.
وفيه من الآيات أن القتال كان يكون بالسلاح على قول الشهادة بالتوحيد؛ فصار القتال بها ثابتا غني عن السلاح، فلما افتتح بها كان ذلك أقوى دليل على صحتها.
وفيه أيضا إشارة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كل مجاهد في سبيل الله أن لا يستبعد أن يفتح الله الحصون، ويهدم المعاقل، بقول: لا إله إلا الله، والله أكبر.
وقوله: (من بني إسحاق) يجوز أن يكونوا من أهل المدن، أسلموا من أهل الكتاب.

الصفحة 39