كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

ساكن الدار.
وإن هذه الأشياء خلقت لأجله كما قد تقدم ذكره.
وفيه أن آدم أدخل الجنة يوم الجمعة، فأرى أن ذلك يرثه عنه ذريته ومحقق هذه الوراثة في المسلمين منهم؛ فإنهم في كل جمعة يجتمعون لذكر الله سعيا إليه، وتركا للبيع والتجارة فيه، فيثيبهم الله عز وجل عن ذلك بأن يجعل دخولهم الجنة في ذلك يعينه جزاء إعراضهم عن الدنيا وإقبالهم إلى الآخرة فيه، وكما تركوا البيع والتجارة الدنيوية فيه، أورثهم الله فيه تجارة لن تبور.
فأما خروج آدم من الجنة في يوم الجمعة فإنه يستشف من هذا أهل الفطن أنه خرج منها خروج عائد إليها، وسكن في الدنيا سكون راحل عنها.
فالجنة دار آدم على الحقيقة؛ لأن الله عز وجل قال: {اسكن أنت وزوجك الجنة}، وكذلك لم يقل سبحانه اخرج من الجنة ولكن نسب خروجه منها إلى إبليس، فقال عز وجل: {فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه} وإخراج إبليس غير مستقر لأنه إخراج غير ملل {وقال فاخرج منها فإنك

الصفحة 42