كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

الاحتياط؛ لأن تارك الاحتياط لا يربح إلا الحسرة.
وفيه ما يدل على أنه يستحب للإنسان أن لا يكثر من قول: (لو) فإنها تفتح عمل الشيطان، ولكن ليتعض منها بذكر (قدر الله عز وجل ومشيئته)، ونعم العوض ذلك.
- 2284 -
الحديث الثامن والعشرون:
[عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء، أو لتخطفن أبصارهم)].
قد سبق هذا الحديث في مسند أبي قتادة وتكلمنا عليه، ونشير إليه ها هنا فنقول: إن رفع المصلي بصره إلى السماء سوء أدب منه فإنه ممثلا نفسه قائما بين يدي خالقه وليس من الأدب عند الوقوف بين يدي الملك برفع البصر إلى السماء.
قال الله عز وجل واصفا أدب نبيه - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء بقوله سبحانه: {ما زاغ البصر} أي: ما التفت يمينا وشمالا (16/أ) {وما طغى} أي: ما زاد في الارتفاع. فإذا رفع طرفه إلى السماء في الصلاة فإن ذلك طغيان من طرفه.
وكذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: (لينتهين أقوام أو لخطفن أبصارهم). فأما كون عقوبتهم

الصفحة 45