كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه).
وفي رواية: (لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره يوم القيامة).
وفي رواية: (لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره يوم القيامة)].
في هذا الحديث من الفقه أشياء منها:
أن قوله: (لا يقعد قوم) فإن قوما ها هنا نكرة؛ والنكرة شائعة في جنسها، فكأنه - صلى الله عليه وسلم - يقول: أي قوم قعدوا (17/ب) يذكرون الله، كان لهم ما ذكر كله؛ فلم يشترط - صلى الله عليه وسلم - ها هنا في (قوم) هنا قوما علماء، أو قوما لا ذنوب لهم؛ أو قوما فقهاء؛ ولا زهادا ولا ذوي مقامات.
وقوله: (يذكرون الله) فالذكر ها هنا ينصرف إلى الحمد لله والثناء عليه، فهذا هو الوجه الأظهر، ولا يبعد أن يكون منه أنه إذا قعد قوم فذكروا الله فيما يذكرون أنهم يباينون بذلك قوما يقعدون فلا يذكرون الله.
ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: (إلا حفتهم الملائكة) ومعنى حفتهم الملائكة أي ضايقتهم

الصفحة 50