كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

قال الخطابي: معنى هذا الحديث أن الكبرياء والعظمة صفتان لله عز وجل اختص بهما لا يشركه فيهما أحد، ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل، وإنما ضرت الرداء والإزار مثلا، يقول: - والله أعلم - كما لا يشرك الإنسان في ردائه وإزاره أحد فلا يشركني في الكبرياء والعظمة مخلوق.
وأقول: إن متن الحديث قوله: (العز إزاره، والكبرياء رداؤه) وهذا العز معرفة، يعني أنه العز الذي لا ينبغي لغيره.
فأما العز فإن المؤمن إذا اعتز بالله كان في الحسن على نحو الخضوع لهيبة الله، وليس الاعتزاز بالله منازعة له سبحانه في العز، بل إيمان بأن العزة له، وثقة بأنه يعز حزبه، وينصر عباده، قال الله عز وجل: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}.
وأما قوله: (والكبرياء رداؤه) فإن ذلك مما ينبغي لكل أحد أن يخرج الكبرياء من جميع أجزائه؛ لأن العبودية منافية للكبرياء؛ بل يخضع العبد لربه ويذل لسيده.
- 2293 -
الحديث السابع والثلاثون:
[عن الأغر عن أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ينادي مناد: إن لكم

الصفحة 53