كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

- 2294 -
الحديث الثامن والثلاثون:
[عن عبيد الله بن أبي رافع قال: (استخلف مروان أبا هريرة على المدينة، وخرج إلى مكة، فصلى لنا أبو هريرة يوم الجمعة فقرأ بعد سورة الجمعة، في الركعة الآخرة: {إذا جاءك المنافقون}. قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت: إنك قرأت بسورتين كان علي بن أبي طالب عليه السلام يقرأ بهما في الكوفة، فقال أبو هريرة: فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما في الجمعة.
وفي رواية: فقرأ (سورة الجمعة) في السجدة الأولى، وفي الآخرة: {إذا جاءك المنافقون}].
في هذا الحديث من الفقه أن رسول الله (19/ب) - صلى الله عليه وسلم - إنما قرأ بهاتين السورتين لما في سورة الجمعة من ذكر الجمعة، ولما في سورة المنافقين من ذمهم وتخلفهم عن الجمعة، وعن غيرها من الفرائض تحذيرا من مثل حالهم، والله أعلم.
وقال بعض العلماء: إنما سن في يوم الجمعة أن تقرأ سورة الجمعة في صلاتها؛ لأن فيها امتحان اليهود، واعتبار دعواهم، وتبيين كذبهم بتمني الموت؛ وأما سورة المنافقين فلما فيها من ذكر المنافقين والإعلان بالعناء وتبكيت من زعم أنه إذا لم ينفق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - انفض أصحابه من حوله

الصفحة 55