كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

لقوله سبحانه: {ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون} وامتحان من ادعى العزة وتبكيته وكيده بقوله سبحانه: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون}.
- 2295 -
الحديث التاسع والثلاثون:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك)].
وقد سبق الكلام على فضيلة الإنفاق على الأهل، وأنها مقدمة على الإنفاق في غيرها من جهات الخير في مسند سعد بن أبي وقاص، وفي مسند أبي مسعود الأنصاري، وإنما فضل الإنفاق على الأهل؛ لأن ذلك واجب بخلاف غيره من النوافل، ونشير إليه هنا بزيادة: وإنما فضلت النفقة على الأهل بعدها على الواقع في قلوب الناس؛ فإن المنفق درهما في رقبة أو على مسكين يرى بعين المتطوع المتنفل، ويرى أنه أنفق ما أنفق بفضله، والذي ينفق على (20/أ) أهله إنما أنفق ما كان واجبا عليه وبعيدا عن الحمد عليه، والأعمال إنما تتقرب إلى الله بقدر ما تبعد من الدنيا وتبعد من الله بقدر ما تقرب من الدنيا.

الصفحة 56