كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}، وليكون العاقبة للحق فلما قال العبد: سبحان الله أتبعها حينئذ بالحمد لله.
* وفي قول القائل: (الحمد لله) ثناء ممزوج بشكر ومدح من محسن إليه بنعم منها توفيقه لذلك التنزيه المتقدم على هذا الحمد.
* فإذا قال العبد بعد سبحان الله: (الحمد لله، ولا إله إلا الله)، كان قوله لها بعد نفي النقائص عن الذات وبعد الحمد نفيا للشركاء والأنداد والآلهة، ثم أتبعها بقوله: (الله أكبر) والله أكبر بعد ذكر لا إله إلا الله في أحسن مواقعها؛ لأنها تشتمل على أن يكون سبحانه أكبر من أن يكون معه إله غيره، وأكبر من أن يحمد سواه وأكبر من أن لا ينزه؛ وكأنها خاتمة النظام.
- 2299 -
الحديث الثالث والأربعون:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)].
* في هذا الحديث من الفقه (22/أ) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم القسم على ما يريد الإخبار به؛ احتفالا منه بذلك؛ وليمهد في كل قلب سامع يحقق ما يريد

الصفحة 61