كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

أن يخبر به، وذلك أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ثم أتبع هذا بأن قال: (ولا تؤمنوا حتى تحابوا) يعني - صلى الله عليه وسلم - أن الله سبحانه وتعالى قضى بين المؤمنين بالأخوة؛ فكل مؤمن أخو كل مؤمن، وإنما يتميز أخو الرجل من النسب بالميراث؛ الذي كثيرا ما يكون سبب العداوة؛ كما أن المؤمن مع المؤمن قد غرس الله في كل قلب منهما مقتضى الوداد.
* إيمان المؤمن بالله يستدعي أنسه بالمؤمن؛ لأنه رفيقه في طريق قليلة السالك ومعينه في ماقط كثير الخصوم، وأمينه على أسراره التي لا يطلع عليها إلا المؤمنون.
* فهو يجد منه ضالة، ويكفي منه عونا، ويصادق منه مسلاة وعوضا عن فوائت. فالتحابب في المؤمنين يكثر سوادهم القليل وينعش جرمهم الضئيل.
* ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: (أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟: أفشوا السلام بينكم) فأرشد إلى ما يغرس الحب، وهو إفشاء السلام، وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - نبه بأيسر ما يأتي به العبد منها بذلك على ما فوقه.
- 2300 -
الحديث الرابع والأربعون:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا).
وفي رواية: (من اغتسل، ثم أتى الجمعة، فصلى ما قدر له، ثم أنصت

الصفحة 62