كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

وفي رواية: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا أخذنا مضطجعنا أن نقول ... وذكر مثله، إلا أنه قال: (أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها).
وفي رواية: أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - تسأله خادما وشكت العمل، فقال: (ما ألفيتيه عندنا) وقال: (ألا أدلك على ما هو خير لك من خادم؟ تسبحين ثلاثا وثلاثين، وتحمدين ثلاثا وثلاثين، وتكبرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك)].
* أما ما يرجع من هذا الحديث إلى فاطمة عليها السلام وذكر الخادم، فقد سبق شرحه في مسند علي رضي الله عنه.
* وأما ما يرجع إلى القول عند النوم، ففيه من الفقه: أنه ذكر السموات بلفظ الجمع، وذكر الأرض بلفظ التوحيد، ثم جمع ذلك كله بقوله: (رب العرش العظيم) فإن العرش محيط بالأشياء كلها، فهن في جنبه كحلقة ملقاة في أرض فلاة، فدعى - صلى الله عليه وسلم - بالتفصيل والإجمال.
* وقوله: (ربنا) (24/ب) أي رب الخلق. وقوله: (رب كل شيء) إجمال يشمل على الصور والمعاني وسائر الموجودات، ثم ذكر مصنوعاته فقال: (فالق الحب والنوى) فإنه إذا نظر ناظر بعين فهمه إلى فلق الحبة والنواة عن سنبلة ونخلة رأى كلا منهما ينغلق عن كمام فيها ودائع من جنس ما أنشئنا منه، فعلم أن فاعل ذلك لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ثم ذكر إنزاله الكتب

الصفحة 68