كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

فقال: (منزل التوراة والإنجيل والفرقان) فهذه هي الكتب المتأخر نزولها، التي أفضى إليها أمر ما كان نزل قبلها، على أنها تصدق كل ما نزل بين يديها.
* وقوله: (فليس قبلك شيء) فالمعنى أنت الأول ولا قبل لك، (وأنت الآخر) ولا بعد ذلك أي شيء بعدك، ويجمع هذا أي جمع قوله عز وجل: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن}.
* وقوله: (اقض عنا الدين) فيه دليل على استحباب سؤال ذلك، وسؤال الغني من غير كراهية لذلك.
- 2306 -
الحديث الخمسون:
[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويلتي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار)].
* هذا الحديث يدل على فضيلة السجود، ومما يزيد المؤمن رغبة فيه أنه يحزن به الشيطان ويسوؤه.
* وفيه أنه يكمد إبليس من حيث إنه الذي كان سبب بعده وطرده هو الامتناع عن السجود؛ فلما وفق الله لذلك المسلمين عند ذكر كل سجود كان أنكأ لقلبه؛ لأنه تجديد لمصابه، فهو كنكأ للجرح.

الصفحة 69