كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح (اسم الجزء: 8)

قال بعض الرواة: لا أدري أهلكهم بالرفع أو أهلكهم بالنصب)].
* في هذا الحديث من الفقه: أنه ينبغي للإنسان لا يقنط من رحمة الله، ولا يرى أن ظل الجود يقلص عن شمول الخلق، فإذا قال: هلك الناس؛ فإنه قول منذر بيأسه (32/ب) لهم من رحمة الله تعالى، فهو أهلكهم (برفع الكاف).
ومن رواه بالنصب فالمعنى أنه هو الذي أهلكهم بزعمه، فأما هم فلم يهلكوا، على أن أخلاق المؤمنين أن يكون المؤمن خائفا على نفسه، راجيا لغيره، بخلاف حال قائل هذا القول، بل لو أبغض معاصيهم وأحب لهم الخير؛ لكان ذلك أصلح لهم وله.
- 2324 -
الحديث الثامن والستون:
[عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا كان في سفر وأسحر، يقول: (سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا، عائذا بالله من النار (].
* قوله: (سمع سامع) يجوز أن يكون إخبارا على معنى أن حمد الله في أحوال السفر وكلفه، وتوالي النصب، يتضاعف للحامد فيه أجر حمده، فيكون قوله: (سمع سامع بحمد الله) إخبارا، ويكون المراد بالسامع الواحد

الصفحة 89