كتاب الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

وكلُّ هذه الألفاظ من الأقطاب وغيرها مبتدعةٌ اصطلاحيةٌ لم تأت سنةٌ بها ولا كتابٌ ولا لغةٌ، إلا الأبدال1 كما أفاده القاموس والنهاية؛ لأنَّه قد روى في ذلك أحاديث2 [602] .
فأخرج أحمد عن عبادة بن الصامت مرفوعاً: "الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلاً، قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن، كلَّما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلاً"3.
وأخرج الطبراني عن عبادة أيضاً مرفوعاً: "الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض، وبهم يمطرون، وبهم ينصرون" 4.
وأخرج الطبراني عن عوف بن مالك مرفوعاً: "الأبدال في أهل الشام وهم أربعون رجلاً، كلَّما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً يسقى
__________
1 قال شيخ الإسلام: "كل حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة "الأولياء" و"الأبدال" و"النقباء" و"النجباء" و"الأوتاد" و"الأقطاب" مثل أربعة أو سبعة أو اثني عشر أو أربعين أو سبعين أو ثلاثمائة وثلاثة عشر، أو القطب الواحد، فليس في ذلك شيء صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ إلا بلفظ "الأبدال" وروى فيهم حديث أنَّهم أربعون رجلاً وأنَّهم بالشام وهو في المسند من حديث عليّ رضي الله عنه، وهو حديث منقطع ليس بثابت". الفتاوى (11/167) .
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (3/152) بعد أن أورد جملة من الأحاديث الواردة في الأبدال: "وليس في هذه الأحاديث شيء يصحّ".
2 في (أ) " قد روي ذلك على أحاديث ".
3 المسند (5/322) وقال الإمام أحمد عقبه: "هو منكر".
وانظر تفصيل القول فيه في السلسلة الضعيفة للألباني (2/340) وقد حكم عليه بأنَّه منكر.
4 ذكره الهيثمي في المجمع (10/63) وقال: "رواه الطبراني من طريق عمر والبزار عن عنبسة الخواص: وكلاهما لم أعرفه" وانظر السلسلة الضعيفة للألباني (2/340) ..

الصفحة 58