كتاب الإنصاف في حقيقة الأولياء ومالهم من الكرامات والألطاف

والأعمار1 وكذلك كثير من أنواع الخير أسبابٌ لحصول كثيرٍ من أنواع الخيرات2 أمرٌ لا يُنكر3. فعله الله من باب الأسباب والمسببات لا يختص به الولي؛ بل أخبر أنَّ طعام الواحد يكفي الاثنين لحصول البركة4، وأما قصة سارية مع عمر فلم يسندها ولم نجدها مسندة5 ومثلها لو كان لشاع وكان متواتراً، وهذا مما يقول أهل الأصول أنَّه إذا انفرد [610] الواحد بخبر توفر الدواعي على نقله فإنَّه يرد خبره ومثلوه بقتل خطيب على المنبر، وهذه نقلها لا بد من تواترها6.
قوله: "فأجاب بأنَّه ما قاله صحيح".
__________
1 أخرج البخاري (4/301 فتح) ومسلم (4/1982) عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "من سرَّه أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه".
قال ابن أبي العزّ: "أي: هي سبب طول العمر، وقد قدَّر الله أنَّ هذا يصل رحمه، فيعيش بهذا السبب إلى هذه الغاية، ولولا ذلك السبب لم يصل إلى هذه الغاية". شرح العقيدة الطحاوية (ص:128) . وانظر كتابه "جمع جهود الحفاظ النقلة بتواتر روايات زيادة العمر بالبر والصلة" للطفي بن محمد بن يوسف الصغير.
2 انظر في هذا رسالة "حصول الرفق بأصول الرزق" للسيوطي.
3 في (أ) : "لا ننكرها".
4 أخرج مسلم (3/1630) عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية".
5 أسندها غير واحد من أهل العلم منهم الحافظ اللالكائي في شرح الاعتقاد (2/1330) من طريق ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر أنَّ عمر بن الخطاب، وذكر القصة. قال ابن كثير في تاريخه (7/131) : "وهذا إسناد جيّد حسن"، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/3) : "أخرجها البيهقي في الدلائل، واللالكائي في شرح السنة، والزين عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء" وذكر الإسناد، ثم قال: "وهو إسناد حسن"، وقد أورد لها الحافظ ابن كثير طرقاً أخرى، ثم قال: "فهذه طرق يشد بعضها بعضاً".
6 انظر هذه القاعدة مع مثالها في البحر المحيط للزركشي (4/251) ، وشرح الكوكب المنير لابن النجار (2/356) وقصة عمر ثبتت بإسناد جيد، وليست هذه القاعدة بمسوغة انكارها.

الصفحة 88