كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

3594 وعد السكاكي من الأسباب ألا يعرف من حقيقته إلا ذلك وجعل منه أن تقصد التجاهل وأنك لا تعرف شخصه كقولك هل لك في حيوان على صورة إنسان يقول كذا وعليه من تجاهل الكفار { هل ندلكم على رجل ينبئكم } كأنهم لا يعرفونه
وعد غيره منها قصد العموم بأن كانت سياق النفي نحو { لا ريب فيه } { فلا رفث } الآية
أو الشرط نحو { وإن أحد من المشركين استجارك }
أو الامتنان نحو { وأنزلنا من السماء ماء طهورا }
3595 وأما التعريف فله أسباب فبالإضمار لأن المقام مقام التكلم أو الخطاب أو الغيبة وبالعلمية لإحضاره بعينه في ذهن السامع إبتداء باسم مختص به نحو { قل هو الله أحد } { محمد رسول الله }
3596 أو لتعظيم أو إهانة حيث علمه يقتضي ذلك فمن التعظيم ذكر
يعقوب بلقبه إسرائيل لما فيه من المدح والتعظيم بكونه صفوة الله أو سري الله على ما سيأتي في معناه في الألقاب ومن الإهانة قوله { تبت يدا أبي لهب } وفيه أيضا نكتة أخرى وهي الكناية عن كونه جهنميا
3597 وبالإشارة لتمييزه أكمل تمييز بإحضاره في ذهن السامع حسا نحو { هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه }
3598 وللتعريض

الصفحة 1285