كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)
قال أسمع الله يقول { ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } وقال { ولا يكتمون الله حديثا } فقد كتموا وأسمعه يقول { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } ثم قال { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } وقال { أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } حتى بلغ { طائعين } ثم قال في الآية الأخرى { أم السماء بناها } ثم قال { والأرض بعد ذلك دحاها } وأسمعه يقول { كان الله } ما شأنه يقول { وكان الله }
فقال ابن عباس أما قوله { ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين } فإنهم لما رأوا يوم القيامة وأن الله يغفر الذنوب ولا يغفر شركا ولا
يتعاظمه ذنب أن يغفره جحده المشركون رجاء أن يغفر لهم فقالوا ( والله ربنا ما كنا مشركين فختم الله على أفواههم فتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون فعند ذلك يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا )
وأما قوله { فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون } فإنه إذا نفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون