كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

} أتى بتاء الخطاب تغليبا لجانب ( أنتم ) على جانب ( قوم ) والقياس أن يؤتى بياء الغيبة لأنه صفة ل ( قوم ) وحسن العدول عنه وقوع الموصوف خبرا عن ضمير المخاطبين { قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم } غلب في الضمير المخاطب وإن كان ( من تبعك ) يقتضي الغيبة وحسنه أنه لما كان الغائب تبعا للمخاطب في المعصية والعقوبة جعل تبعا له في اللفظ أيضا وهو من محاسن إرتباط اللفظ بالمعنى { ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض } غلب غير العاقل حيث أتى ب ( ما ) لكثرته وفي آية أخرى ب ( من ) فغلب العاقل لشرفه { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا } أدخل شعيب في ( لتعودن ) بحكم التغليب إذ لم يكن في ملتهم أصلا حتى يعود فيها وكذا قوله { إن عدنا في ملتكم } { فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس } عد منهم بالإستثناء تغليبا لكونه كان بينهم { يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين } أي المشرق والمغرب
4318 قال ابن الشجري وغلب المشرق لأنه أشهر الجهتين { مرج البحرين } أي الملح والعذب والبحر خاص بالملح فغلب لكونه أعظم

الصفحة 1525