كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

4395 وتنقسم باعتبار آخر إلى تحقيقية وتخييلية ومكنية وتصريحية
فالأولى ما تحقق معناها حسا نحو { فأذاقها الله } الآية أو عقلا نحو { وأنزلنا إليكم نورا مبينا } أي بيانا واضحا وحجة لامعة { اهدنا الصراط المستقيم } أي الدين الحق فإن كلا منهما يتحقق عقلا
4396 والثانية أن يضمر التشبيه في النفس فلا يصرح بشيء من أركانه سوى المشبه
ويدل على ذلك التشبيه المضمر في النفس بأن يثبت للمشبه أمر مختص بالمشبه به
ويسمى ذلك التشبيه المضمر استعارة بالكناية ومكنيا عنها لأنه لم يصرح به بل دل عليه بذكر خواصه
4397 ويقابله التصريحية ويسمى إثبات ذلك الأمر المختص بالمشبه به للمشبه استعارة تخييلية لأنه قد استعير للمشبه ذلك الأمر المختص بالمشبه به وبه يكون كمال المشبه به وقوامه في وجه الشبه لتخيل أن المشبه من جنس المشبه به
ومن أمثلة ذلك { الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه } شبه العهد بالحبل وأضمر في النفس فلم يصرح بشيء من أركان التشبيه سوى العهد المشبه ودل عليه بإثبات النقض الذي هو من خواص المشبه به وهو الحبل وكذا { واشتعل الرأس شيبا } طوى ذكر المشبه به وهو النار ودل عليه بلازمه وهو الاشتعال { فأذاقها الله }
الآية شبه ما يدرك من أثر الضرر والألم بما يدرك من طعم المر فأوقع عليه الإذاقة { ختم الله على قلوبهم } شبهها في ألا تقبل الحق بالشيء الموثوق المختوم
ثم أثبت لها الختم

الصفحة 1550