كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

4441 وإما لتلطف به واحتراز عن المخاشنة نحو { وما لي لا أعبد الذي فطرني } أي ومالكم لا تعبدون بدليل قوله { وإليه ترجعون } وكذا قوله
{ أأتخذ من دونه آلهة } ووجه حسنه إسماع من يقصد خطابه الحق على وجه يمنع غضبه إذ لم يصرح بنسبته للباطل والإعانة على قبوله إذ لم يرد له إلا ما أراده لنفسه
4442 وإما لإستدراج الخصم إلى الإذعان والتسليم ومنه { لئن أشركت ليحبطن عملك } خوطب النبي صلى الله عليه وسلم وأريد غيره لإستحالة الشرك عليه شرعا
4443 وإما للذم نحو { إنما يتذكر أولوا الألباب } فإنه تعريض بذم الكفار وأنهم في حكم البهائم الذين لا يتذكرون
4444 وإما للإهانة والتوبيخ نحو { وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت } فإن سؤالها لإهانة قاتلها وتوبيخه
4445 وقال السبكي التعريض قسمان
قسم يراد به معناه الحقيقي ويشار به إلى المعنى الآخر المقصود كما تقدم
وقسم لا يراد بل يضرب مثلا للمعنى الذي هو مقصود التعريض كقول إبراهيم { بل فعله كبيرهم هذا

الصفحة 1564