كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

) وكذا قوله { ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس } { ما على المحسنين من سبيل } إلى قوله { إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء } { وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي } { وإن تولوا فإنما عليك البلاغ }
ولا يستقيم المعنى في هذه الآيات ونحوها إلا بالحصر
4462 وأحسن ما تستعمل ( إنما ) في مواقع التعريض نحو { إنما يتذكر أولوا الألباب }
4463 الثالث أنما بالفتح عدها من طرق الحصر الزمخشري والبيضاوي فقالا في قوله تعالى { قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد } إنما لقصر الحكم على شيء أو لقصر الشيء على حكم نحو ( إنما زيد قائم ) و ( إنما يقوم زيد )
وقد اجتمع الأمران في هذه الآية لأن ( إنما يوحي إلي ) مع فاعله بمنزلة إنما يقوم زيد و ( أنما الهكم ) بمنزلة إنما زيد قائم وفائدة إجتماعهما الدلالة على أن الوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مقصور على إستئثار الله بالوحدانية
4464 وصرح التنوخي في الأقصى القريب بكونها للحصر فقال كلما أوجب أن ( إنما ) بالكسر للحصر أوجب أن ( أنما ) بالفتح للحصر

الصفحة 1570