كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

أحدها أن يكون المسند إليه معرفة والمسند مثبتا فيأتي للتخصيص نحو أنا قمت وأنا سعيت في حاجتك فإن قصد به قصر الإفراد أكد بنحو ( وحدي ) أو قصر القلب أكد بنحو ( لا غيري ) ومنه { بل أنتم بهديتكم تفرحون } فإن ما قبله من قوله { أتمدونن بمال } ولفظ ( بل ) المشعر بالإضراب يقضي بأن المراد ( بل أنتم لا غيركم ) فإن المقصود نفي فرحه هو بالهدية لا إثبات الفرح لهم بهديتهم
قاله في عروس الأفراح
قال وكذا قوله { لا تعلمهم نحن نعلمهم } أي لا نعلمهم إلا نحن
وقد يأتي للتقوية والتأكيد دون التخصيص قال الشيخ بهاء الدين ولا يتميز ذلك إلا بما يقتضيه الحال وسياق الكلام
ثانيها أن يكون المسند منفيا نحو ( أنت لا تكذب ) فإنه أبلغ في نفي الكذب من ( لا تكذب ) ومن ( لا تكذب أنت )
وقد يفيد التخصيص ومنه { فهم لا يتساءلون }
ثالثها أن يكون المسند إليه نكرة مثتبا نحو ( رجل جاءني ) فيفيد التخصيص إما بالجنس أي لا امرأة أو الوحدة أي لا رجلان
رابعها أن يلي المسند إليه حرف النفي فيفيده نحو ( ما أنا قلت هذا ) أي لم أقله مع أن غيري قاله ومنه { وما أنت علينا بعزيز

الصفحة 1573