كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 4)

تنبيه
4477 كاد أهل البيان يطبقون على أن تقديم المعمول يفيد الحصر سواء كان مفعولا أو ظرفا أو مجرورا ولهذا قيل في { إياك نعبد وإياك نستعين } معناه ( نخصك بالعبادة والاستعانة ) وفي { لإلى الله تحشرون } معناه ( إليه لا إلى غيره ) وفي { لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } أخرت الصلة في الشهادة الأولى وقدمت في الثانية لأن الغرض في الأول إثبات شهادتهم وفي الثاني إثبات إختصاصهم بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم عليهم
4478 وخالف في ذلك ابن الحاجب فقال في شرح المفصل الإختصاص الذي يتوهمه كثير من الناس من تقديم المعمول وهم واستدل على ذلك بقوله { فاعبد الله مخلصا له الدين } ثم قال { بل الله فاعبد }
ورد هذا الإستدلال بأن ( مخلصا له الدين ) أغنى عن إفادة الحصر في

الصفحة 1577