كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

التفضيل وقال لا تشبيه بين كلام الخالق وكلام المخلوق وإنما العلماء يقدحون أذهانهم فيما يظهر لهم من ذلك
4514 الأول أن ما يناظره من كلامهم وهو قوله ( القصاص حياة ) أقل حروفا فإن حروفه عشرة وحروف ( القتل أنفى للقتل ) أربعة عشر
4515 الثاني أن نفي القتل لا يستلزم الحياة والآية ناصة على ثبوتها التي هي الغرض المطلوب منه
4516 الثالث أن تنكير ( حياة ) يفيد تعظيما فيدل على أن في القصاص حياة متطاولة كقوله تعالى { ولتجدنهم أحرص الناس على حياة } ولا كذلك المثل فإن اللام فيه للجنس ولذا فسروا الحياة فيها بالبقاء
4517 الرابع أن الآية فيه مطردة بخلاف المثل فإنه ليس كل قتل أنفى للقتل بل قد يكون أدعى له وهو القتل ظلما وإنما ينفيه قتل خاص وهو القصاص ففيه حياة أبدا
4518 الخامس أن الآية خالية من تكرار لفظ ( القتل ) الواقع في المثل والخالي من التكرار أفضل من المشتمل عليه وإن لم يكن مخلا بالفصاحة
4519 السادس أن الآية مستغنية عن تقدير محذوف بخلاف قولهم فإن فيه حذف ( من ) التي بعد أفعل التفضيل وما بعدها وحذف ( قصاصا ) مع القتل الأول ( وظلما ) مع القتل الثاني والتقدير القتل قصاصا أنفى للقتل ظلما من تركه

الصفحة 1594