كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

}
وسأل المؤرج السدوسي الأخفش عن هذه الآية فقال عادة العرب أنها إذا عدلت بالشيء عن معناه نقصت حروفه والليل لما كان لا يسرى وإنما يسرى فيه نقص منه حرف كما قال تعالى { وما كانت أمك بغيا } الأصل ( بغية ) فلما حول عن فاعل نقص منه حرف
4549 ومنها كونه لا يصلح إلا له نحو { عالم الغيب والشهادة } { فعال لما يريد }
4550 ومنها شهرته حتى يكون ذكره وعدمه سواء قال الزمخشري وهو نوع من دلالة الحال التي لسانها أنطق من لسان المقال وحمل عليه قراءة حمزة { تساءلون به والأرحام } لأن هذا مكان شهر بتكرر الجار فقامت الشهرة مقام الذكر
4551 ومنها صيانته عن ذكره تشريفا كقوله تعالى { قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات } الآيات حذف فيها المبتدأ في ثلاثة مواضع قبل ذكر الرب أي ( هو رب ) ( الله ربكم ) ( الله رب المشرق ) لأن موسى استعظم حال فرعون وإقدامه على السؤال فأضمر اسم الله تعظيما وتفخيما ومثله في عروس الأفراح بقوله تعالى { رب أرني أنظر إليك } أي ذاتك

الصفحة 1602