كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)
فتابع فيه السكاكي من غير تأمل أنه مبنى على أصول المعتزلة )
4565 وتارة يدل العقل أيضا على التعيين نحو { وجاء ربك } أي أمره بمعنى عذابه لأن الحق دل على استحالة مجيء البارئ لأنه من سمات الحادث وعلى أن الجائي أمره
( أوفوا بالعقود ) { وأوفوا بعهد الله } أي بمقتضى العقود وبمقتضى عهد الله لأن العقد والعهد قولان قد دخلا في الوجود وانقضيا فلا يتصور فيهما وفاء ولا نقض وإنما الوفاء والنقض بمقتضاهما وما ترتب عليهما من أحكامهما
4566 وتارة يدل على التعيين العادة نحو { فذلكن الذي لمتنني فيه } دل العقل على الحذف لأن يوسف لا يصح ظرفا للوم ثم يحتمل أن يقدر ( لمتنني في حبه ) لقوله { قد شغفها حبا } وفي مراودتها لقوله { تراود فتاها } والعادة
دلت على الثاني لأن الحب المفرط لا يلام صاحبه عليه عادة لأنه ليس اختياريا بخلاف المراودة للقدرة على دفعها