كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)
علرض بما أنزليك فمن تعجل في يومين فلثم عليه إنها لحدى الكبر
4587 النوع الثاني ما يسمى بالاكتفاء وهو أن يقتضي المقام ذكر شيئين بينهما تلازم وارتباط فيكتفي بأحدهما عن الآخر لنكتة
ويختص غالبا بالارتباط العطفي كقوله { سرابيل تقيكم الحر } أي والبرد وخصص الحر بالذكر لأن الخطاب للعرب وبلادهم حارة والوقاية عندهم من الحر أهم لأنه أشد عندهم من البرد وقيل لأن البرد تقدم ذكر الامتنان بوقايته صريحا في قوله { ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها } وفي قوله { وجعل لكم من الجبال أكنانا } وفي قوله تعالى { والأنعام خلقها لكم فيها دفء }
ومن أمثلة هذا النوع { بيدك الخير } أي والشر وإنما خص الخير بالذكر لأنه مطلوب العباد ومرغوبهم أو لأنه أكثر وجودا في العالم أو لأن إضافة الشر إلى الله ليس من بابا الآداب كما قال صلى الله عليه وسلم ( والشر ليس إليك