كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

تأكيد لرفع توهم تعدد النفخة لأن هذه الصيغة قد تدل على الكثرة بدليل { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }
4739 ومن ذلك قوله { فإن كانتا اثنتين } فإن لفظ ( كانتا ) تفيد التثنية فتفسيره بإثنتين لم يفد زيادة عليه
4740 وقد أجاب عن ذلك الأخفش والفارسي بأنه أفاد العدد المحض مجردا عن الصفة لأنه قد كان يجوز أن يقال ( فإن كانتا صغيرتين أو كبيرتين أو صالحتين أو غير ذلك من الصفات ) فلما قال ( اثنتين ) أفهم أن فرض الثنتين تعلق بمجرد كونهما ثنتين فقط وهي فائدة لا تحصل من ضمير المثنى
وقيل أراد ( فإن كانتا اثنتين فصاعدا ) فعبر بالأدنى عنه وعما فوقه إكتفاء
ونظيره { فإن لم يكونا رجلين } والأحسن أن الضمير عائد على الشهيدين المطلقين
4741 ومن الصفات المؤكدة قوله { ولا طائر يطير بجناحيه } فقوله ( يطير ) لتأكيد أن المراد بالطائر حقيقته فقد يطلق مجازا على غيره وقوله ( بجناحيه ) لتأكيد حقيقة الطيران لأنه يطلق مجازا على شدة العدو والإسراع في المشي

الصفحة 1660