كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

فصل
4840 القصد بالخبر إفادة المخاطب وقد يرد بمعنى الأمر نحو { والوالدات يرضعن } { والمطلقات يتربصن }
4841 وبمعنى النهي نحو { لا يمسه إلا المطهرون }
4842 وبمعنى الدعاء نحو { وإياك نستعين } أي أعنا ومنه { تبت يدا أبي لهب وتب } فإنه دعاء عليه
وكذا { قاتلهم الله }
وكذا { غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا }
4843 وجعل منه قوم { حصرت صدورهم } قالوا هو دعاء عليهم بضيق صدورهم عن قتال أحد
4844 ونازع ابن العربي في قولهم إن الخبر يرد بمعنى الأمر أو النهي قال في قوله تعالى { فلا رفث } ليس نفيا لوجود الرفث بل نفي لمشروعيته فإن الرفث يوجد من بعض الناس وأخبار الله تعالى لا يجوز أن تقع بخلاف مخبره وإنما يرجع النفي إلى وجوده مشروعا لا إلى وجوده محسوسا كقوله { والمطلقات يتربصن } ومعناه مشروعا لا محسوسا فإنا نجد مطلقات لا يتربصن فعاد النفي إلى الحكم الشرعي لا إلى الوجود الحسي
وكذا { لا يمسه إلا المطهرون } أي لا يمسه أحد منهم شرعا فإن وجد المس فعلى خلاف حكم الشرع

الصفحة 1689