كتاب الإتقان في علوم القرآن (ط مجمع الملك فهد) (اسم الجزء: 5)

تنبيهات الأول
4859 زعم بعضهم أن شرط صحة النفي عن الشيء صحة اتصاف المنفي عنه بذلك الشيء وهو مردود بقوله تعالى { وما ربك بغافل عما يعملون } { وما كان ربك نسيا } { لا تأخذه سنة ولا نوم } ونظائره والصواب أن انتفاء الشيء عن الشيء قد يكون لكونه لا يمكن منه عقلا وقد يكون لكونه لا يقع منه مع إمكانه الثاني
4860 نفي الذات الموصوفة قد يكون نفيا للصفة دون الذات وقد يكون نفيا للذات أيضا
من الأول { وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام } أي بل هم جسد يأكلونه ومن الثاني { لا يسألون الناس إلحافا } أي لا سؤال لهم أصلا فلا يحصل منهم إلحاف
{ ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع } أي لا شفيع لهم أصلا { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } أي لا شافعين لهم فتنفعهم شفاعتهم بدليل { فما لنا من شافعين }
ويسمى هذا النوع عند أهل البديع نفي الشيء بإيجابه

الصفحة 1695